مشروع Ex(-)Libris ex Oriente

في آواخر شهر كانون الثاني (يناير)، ألقى الباحث البلجيكي، فريدريك باودين، محاضرة في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة عن مشروع بحثي فريد في مجال المخطوطات. إسم المشروع Ex(-)Libris ex Oriente ويعرف اختصاراً بـ الرموز ELEO

Ex(-)Libris ex Oriente

هدف المشروع جمع وتصوير آلاف النصوص الهامشية para-text التي تظهر عادة في بداية المخطوطات أو في آخرها. المقصود بالنصوص الهامشية في هذا المشروع هي النصوص التي أضافها أصحاب المخطوطات والتي قد تضم إسم المالك أو زمن شرائه، إضافة إلى النصوص الوقفية والسماعات والختوم الشخصية

يهدف هذا المشروع إلى تكوين قاعدة بيانات لهذه النصوص الهامشية ويقول البروفيسور باودين أنها ستمكن الباحثين من فهم تاريخ المكتبات في البلاد الإسلامية وكيف تتنقل الكتب من مكتبة إلى مكتبة ومن بلد إلى بلد

يقول باودين أن أكثر البحوث في هذا المجال تركز على المعلومات من مصادر ثانوية (مثل فهارس المكتبات أو كتب التراجم) إلا أنها تتجاهل المعلومات التي تظهر في المخطوطات نفسها، وهدف هذا المشروع هو تسليط الضوء على هذه البيانات

كنت في آوائل سنة ٢٠١٧ م حضرت محاضرة للبروفيسور باودين، ألقاها في مكتبة جون رايلندز في مانشستر، عن المشروع وأستطاع باودين في فترة وجيزة لا تتعدى الأسبوع أو الأسبوعان حصر النصوص الهامشية في كل المخطوطات العربية في المكتبة والتي تربو على نحو ٢٠٠٠ مخطوط

المشروع قد يعتبر إمتداد لمشروع الختوم الإسلامية التي قامت بها مكتبة تشستر بيتي، إلا أن الأخيرة تُركز فقط على الختوم كما أن عدد المخطوطات فيها مقتصر على خزانة تشستر بيتي وعدد من المخطوطات من مكتبة برلين الحكومية ومتحف ولترز الأمريكية

قد يسأل سائل، ما الفائدة من جمع هذه البيانات الهامشية؟ وهو سؤال في محله

مما توصل إليه الباحثون بعد مسح عدد من النصوص الهامشية هو أن الصفدي صاحب الوافي بالوفيات، ورث إبنه خزانة والده بعد وفاته سنة ٧٦٤ هـ وأبقى جزءا منها على الأقل في مكتبته

Ayasofya_4732
مخطوط في مكتبة السليمانية (آيا صوفية ٤٧٣٢) بخط الصفدي، وفيه تظهر ختوم وعبارات وقفية وملكية مختلفة (مصدر)

مثال آخر استنتجه الباحثون بعد دراسة النصوص الهامشية لـ ٤٥٠ مخطوط من العصر المملوكي ومحفوطة اليوم في مكتبة السليمانية في إستانبول. فقد برز إسم واحد في الكثير من هذه المخطوطات، وهو أبو بكر الشرواني، وهو من رجال الدولة العثمانية وتوفي سنة ١١٣٥ هـ، مما يدل على أنه كان من مقتني الكتب

راسلت الأستاذ باودين أسأله عن الجدول الزمني للبحث وتحديدا متى ستظهر قاعدة البيانات للمشروع على الانترنت، وقال أن البيانات ستظهر تباعا في مواقع مختلفة كون المشروع مرتبط بمشاريع بحثية مختلفة

بعد ذلك ستُجمع هذه البيانات في قاعدة واحدة لإظهار أكبر عدد من النتائج في وقت واحد، إلا أن هذه القاعدة لن تكون جاهزة إلا بعد ثلاث أو أربع سنين على أقل تقدير

وأضاف البروفيسور باودين أن محتوى المشروع سيكون متاحا بدون مقابل

تنويه: عُدِلت هذه المقالة بعد نشرها، حيث ذكرت في الأول أن عدد المخطوطات التي عاينها الأستاذ باودين في مكتبة جون رايلندز هي ٩٠٠ مخطوط. العدد الصحيح هو ٢٠٠٠ مخطوط