أتمت مؤخرا المكتبة البودلية – التابعة لجامعة أكسفرد في إنكلترة – تصوير مصحف «السطان تيبو» بأكمله وعدد أوراقه ٣٤٤ ورقة
أتم نسخ المصحف علاء الدين محمد بن محمود السلجوقي سنة ٩٥٧ هـ الموافق ١٥٥٠ م – ويمكن تصفحها بالكامل عبر هذا الرابط والتصوير جيد ويمكن تكبير الصورة وهي بدقة عالية
أعلنت المكتبة في تغريدة لها عن تصوير المصحف لكن سأل أحد الأخوة في التويتر سؤالا وجيها وهو: كيف وصل هذا المصحف إلى أكسفرد وهي بعيدة كل البعد عن الديار الإسلامية؟
للأمانة المكتبة أعطت جوابا لهذا السؤال في التويتر، وملخص الموضوع أن المصحف بعد كتابته وصل إلى خزانة تيبو سلطان، وهو سلطان مسلم كان يحكم في الهند إبان الإحتلال الإنكليزي الغاشم
يقول صاحب «صلاح الأمة في علو الهمة» (المجلد السادس صفحة ٢٦٨ – رابط)
أول من تنبه [لخطر الإنكليز] الملك الهمام «فتح علي خان» المشهور بـ «سلطان تيبو»؛ فبدأ يحارب الإنكليز حربا لا هوادة فيها سنة ١٢١٣ هـ / ١٧٩٩ م، فحارب الإنجليز بكل ما يملك من رجال وعتاد وقوة، وحرض أمراء مختلف مناطق الهند، وحاول الاتصال بالسلطان سليم العثماني وملوك المسلمين، وراسلهم
وكاد ينهار كل ما بناه الإنجليز في الهند، لولا أنهم نجحوا بمكرهم بضم أمراء الهند – في جنوب البلاد – إليهم، فتغير ميزان المعركة، وسقط الملك المسلم المجاهد البطل صريعا في المعركة يوم ٤ مايو سنة ١٧٩٩ م وآثر الموت في ساحة القتال على الأسر في يد الإنجليز، وقال كلمته المشهورة: يوم من حياة الأسد، خير من مائة سنة من حياة ابن آوى
بعد هذا أخذت شركة الهند الشرقية – وأصبحت فيما بعد الحاكم الفعلي للهند – خزانة السلطان تيبو، وبعدها ببضع سنين، وتحديدا في ١٥ آب سنة ١٨٠٦ م، وصلت هذه الخزانة إلى أكسفرد وضٌمت في المكتبة البودلية
أي أن ملخص الموضوع هو أن المصحف كان غنيمة من غنائم الحرب، وكثير من المخطوطات الموجودة في بريطانية والدول الأوربية عموما جائت أيضا كغنائم حرب
هناك مخطوطات كثيرة وصلت بطرق أخرى إلى البلاد الغربية، ففي كثير من الأحيان كان الرحالة والمستشرقون يجوبون الأقطار الإسلامية ويشترون المخطوطات، وكانوا يتخيرون في هذا الأمر فلا يشترون إلا ما كان له قيمة أدبية أو فنية عالية، فهم بهذه الطريقة استطاعوا جلب أثمن المخطوطات إلى بلادهم