حذار من الفهارس – مكتبة جون رايلندز أنموذجا

الفهارس هي نقطة البداية لكل من يبحث عن المخطوطات لكن مع أي مصدر يجب الاحتراز من الأخطاء التي قد يقع فيها المصنف

قرأت قبل فترة تدوينة عن فهرسة جديدة للمخطوطات الفارسية في مكتبة جون رايلندز وهو مشروع تم تمويله من مؤسسة ﺳﻮﺩﺁﻭﺭ

يوجد في المكتبة نحو ألف مخطوط فارسي أغلبها جائت من الهند. المخطوطات الفارسية تم فهرستها في السابق لكن بعض المصنفات لم تُذكر بإسمها الصحيح أو أنها نُسبت لكاتب آخر

مثلا المخطوط الفارسي ٦٤٨ وعنوانه «عاشق ومعشوق: هميشه بهار» وهي تروي خواطر الأمير بلند اختر عبر رحته في بلاد الكشمير نُسبت في السابق خطأ إلى شاعر باسم کشن چند اخلاص، لكن المخطوط نُسب في آخره إلى «فاني» وهي مؤرخة سنة ١٠٥١ هـ. الأرجح أن النص من تصنيف فاني الكشميري وهو شاعر توفي سنة ١٠٨١ هـ

مخطوط آخر نسب خطأ هو المخطوط الفارسي ٣٢٨ ويتضح أنها مختارات شعرية جمعها الشاعر البسيطي الذي عاش في منتصف القرن الثاني عشر

Persian MS 308
مختارات شعرية للبسيطي، مخطوط فارسي ٣٢٨ – صفحة ١٠ب

المخطوطات العربية في المكتبة للأسف لم يتم الإعتناء بها مؤخرا ولم تفهرس إلكترونيا إلى الان. الفهارس الأساسية أعدها ألفونس منغنا السرياني وجائت في ثلاث مجلدات

وقد ورد في فهرس منغنا بعض الأخطاء – منها مثلا المخطوط العربي ٣٧٤ [٣٤٩] وهي مجموعة تضم «تلخيص كتاب القياس» و «تلخيص كتاب البرهان» – نسبهما المفهرس إلى الفارابي إلا أن الصحيح أنهما من تصنيف ابن رشد الأندلسي

كما أن منغنا نسب «كتاب النجاة» – وهو المخطوط العربي ٣٧٥ [٤٠٣] – إلى الفارابي كذلك والأرجح أنها من تصنيف ابن سينا

من الطبيعي أن تحصل أخطاء عند الفهرسة، خصوصا أن منغنا قام بفهرسة مئات المخطوطات وربما غاب من يراجع عمله قبل النشر

الخلاصة أن الفهارس مع كونها مهمة جدا للباحث إلا أن الاعتماد الكامل على الفهرس دون الرجوع إلى المخطوط الاصلي قد يفضي إلى أخطاء صغيرة أو كبيرة، فيجب الحذر والتحقيق

للإستزادة